هروب غامدي القادسية لسويسرا .. "ترانزيت" قبل الإقلاع إلى النصر

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
دويُ هائل إخترق أروقة نادي القادسية .. سمع صداه بين غرف الاتحاد السعودي
لكرة القدم، ولن يسلم منه بعض من إدارة نادي النصر، عندما أعلن الموهوب
خالد الغامدي لاعب نادي القادسية السعودي والمنتخب الأول السعودي أنه وقع
عقد انتقال لأحد أكبر الأندية السويسرية، مستفيداً بلوائح الاتحاد الدولي
لكرة القدم التي تجيز للاعب الهاوي أن ينتقل محترفاً بأي نادي خارج بلده،
على أن يدفع لناديه الأصلي حق الرعاية الذي تقره لجنة شؤون اللاعبين
بالاتحاد الدولي .

ومع البحث والتحري القدساوي، ظهر في الأفق ملامح مؤامرة يديرها اللاعب
السعودي بأحد أندية الرياض الذي احترف سابقاً في نادي نيوشاتل السويسري (
لاعب النصر حسين عبدالغني) تجعل من النادي السويسري " ترانزيت " ليقلع منه
مباشرة للنصر السعودي .

"موقع كووورة" حمل هذه السطور وطرحها على إدارة القادسية وأحد مسؤولي
الاتحاد السعودي لكرة القدم، ووالد اللعب .. من خلال هذا التحقيق.

توعد ووعيد

** في البداية تحدث رئيس النادي عبدالله الهزاع ، قائلاً " محاولاتي في
البحث عن اللاعب خالد الغامدي باءت بالفشل، وكل ما أرغب فيه حالياً هو أن
أجلس معه لأناقشه فيما تردد أنه وقع عقداً للأنتقال لأحد الأندية السويسرية
.. ولعلي أود أن يصارحني عما إذا كان هذا حدث تمهيداً لإنتقاله إلى أحد
أكبر أندية العاصمة الرياض ( النصر )."

وأضاف الهزاع " القدساويون في غاية الغضب من هروب خالد، وما يتردد حول
انضمامه للنادي السويسري ما هو إلا كوبري ليعبر عليه إلى هذا النادي
العاصمي، ضاعف من الغضب القدساوي ."

وأكد الهزاع أنه سيتقدم بشكوى رسمية اليوم الأحد للأمانة العامة لاتحاد
الكرة من أجل الحفاظ وضمان حقوق النادي .

وأوضح الهزاع أن لديهم إثباتات تدين اللاعب, لذلك سيجتمع مع رئيس لجنة
الإحتراف في الإتحاد السعودي لكرة القدم الدكتور ناصر بن صالح لمناقشته في
الأمر بشكل كامل بغرض تجهيز ما يمكنه حماية حقوق ناديه القادسية .

وقال رئيس القادسية " كلنا ثقة في أن حقوق الأندية السعودية لن تضيع،
وعلينا جميعاً حماية مكتسبات النادي، فاللاعب الغامدي أحد هذه المكتسبات لا
سيما وأنه لم يكن لاعباً معروفاً وأننا كنادي من قدمه لملاعب وجماهير
الكرة في المنطقة الشرقية والسعودية عامة وذلك في زمن قياسي حتى انضم
للمنتخب السعودي الأول ويصبح لاعباً معروفاً وله وزنه، وللعلم فإننا من أشد
المؤيدين لإحترافه الخارجي ولكننا بالطبع لا نقبل أن تكون مثل هذه الخطوة
مجرد كوبري لينتقل إلى نادي سعودي آخر مهما كان هذا النادي".

ويختتم الهزاع حديثه قائلاً " أنني على إستعداد بتعويضه عن العرض الذي قدمه
له النادي السويسري إن كان من باب أنه يبحث عن تأمين مستقبله، وأعوضه
أيضاً بمضاعفة ما قدم له من النادي السويسري ".

خطر جماعي

من جانبه حذر المشرف العام على الفريق الأول لكرة القدم بنادي القادسية
عبدالعزيز الموسى من تكرار قضية ناديه والغامدي مع باقي الأندية السعودية
والتي يجب حمايتها من هذه الظاهرة، وقال الموسى " الأندية تصرف مبالغ هائلة
على قطاع الناشئين من أجل أن يخرج منه لاعب مثل خالد الغامدي، فنحن في
القادسية قمنا برصد مليونان وخمسمائة ألف ريال لهذا المشروع فهل يعقل أن
نتكبد كل هذه الخسائر بميزانيات تعادل ميزانيات أندية ونفاجئ بمن يقوم بخطف
لاعبينا بهذه الطريقة غير المشروعة , لهذا نحن نحذر جميع الأندية السعودية
من الوقوع في نفس المشكلة وعلى الإتحاد السعودي أن يوجد الحماية لنا
ولحقوقنا بشكل واضح.

ويستدرك الموسى ، بالقول " إنضم لنا اللاعب خالد الغامدي وهو لاعب هاو
ومغمور وقدمنا له العرض في أول مرة كحد أدنى بمبلغ ستة الآف ريال شهرياً
وبدل سكن وبدل مواصلات وقمنا برفع راتبه في فترة وجيزة، وقبل أن نعرض عليه
العقد الإحترافي، وأنا شخصياً إجتمعت معه وطلب مني أن نقدم له سيارة ووعدته
بعرض الأمر على الإدارة وأخبرته شخصياً إذا حصلت له فرصة إنتقال لأي نادي
بعرض مناسب فلن يقف النادي أمام مستقبله ، كما أننا عرضنا عليه الإحتراف
وطلب أن يحصل على مليون ونصف المليون في السنة ووعدناه بكل خير ، حتى أنه
قبل سفره بليلة واحدة جاءني لمكتبي وطلب مبلغ وأعيطته ، ولكن للأسف إتضح أن
هذا المبلغ أيضاً كان لتذاكر سفره فهل هناك أكثر من هذا الغش".

ويضيف الموسى " كيف يقبل بعرض من سويسرا مع فارق الغلاء في المعيشة ويقوم
بخداع ناديه بهذه الطريقة ، ولهذا فنحن لن نسكت عن حقوقنا في رعايته ولن
نتنازل عن أي مبلغ من حق النادي وسنقوم بمخاطبة إتحاد الكرة السعودي وكذلك
لجنة الإحتراف ، خصوصاً وأننا نعمل ونعتمد على الدعم الحكومي والهبات ولسنا
شركة مخصخصة، وأنا هنا أعلنها وبقوة أن أنديتنا ستكون في خطر إذا لم يوضع
حد لهذه التصرفات في المستقبل".

الرأي القانوني

وفي شأن متصل، أفاد مصدر من داخل لجنة الإحتراف (فضل عدم ذكر إسمه)بأنه لم
يصلهم في اللجنة أي شيء رسمي من قبل نادي القادسية، وأن المعني بالأمر في
المقام الأول هو الإتحاد السعودي لكرة القدم في مثل هذه الأمور، فهو المعني
بالعلاقات بين الأندية السعودية ونظيرتها الخارجية، وأن أي لاعب بالعالم
سواء أكان محترف أو هاو فإنه يخضع للنظام المحلي ويكون مسجل في الإتحاد
المحلي برقم أو بشهادة أو بوسيله يثبت من خلالها أنه لاعب محلي وعندما يأتي
طلب للاعب من أي نادي خارجي فإنه يخاطب إتحاد بلده والذي بدوره يخاطب
الإتحاد المعني والمنظم له اللاعب نفسه ، وهنا يقوم الإتحاد المحلي
بالتشاور مع نادي اللاعب الأصلي من أجل الحصول على موافقتهم لإنتقاله ، فلا
يحق للاعب أن ينتقل لأي نادي خارجي بدون أن يتم إرسال بطاقته الدولية وعبر
إتحاد المحلي ، ولهذا فإنه من الأساس لا توجد قضية في حالة اللاعب الغامدي
لأن ناديه لم يتلقى أي خطاب رسمي أو إٍتفسار من قبل الإتحاد السعودي لكرة
القدم.

ويضيف المصدر " إن الاتحاد السعودي مخول بالدفاع عن أي نادي في المملكة في
مثل هذه الحالات، مع العلم أن اللاعب الهاو إذا وصل لسن الإحتراف وهو 18
سنة فإن ناديه عليه أن يخاطبه خلال تسعون يوماً بتقديم عرض الإحتراف له
كعرض أول وأن لا يزيد عن ثلاث سنوات على أن يتم تسجيله كلاعب محترف في إحدى
فترتي التسجيل ، ولهذا فإن العملية منظمة بشكل دقيق وليس كما يعتقد البعض.

رأي كووورة
عزيزي مسؤول اتحاد الكرة السعودي ، نود التوضيح والتصحيح لزائرنا المحترم،
من خلال ما ذكرتم :
1- قانون الاتحاد الدولي المنوط بتنظيم العلاقة بين النادي واللاعب الهاوي ،
يقضي بالسماح للاعب الهاوي أن ينتقل كلاعب كحترف في أي نادي خارجي على أن
يقوم ناديه الجديد بدفع قيمة رعاية اللاعب والتي تحدد سلفاً طبقاً لمعايير
دقيقة .
2- اتحاد الكرة المحلي ليس له أي سلطات على اللاعب الهاوي حالة انتقاله
لنادي خارجي، ودوره يتلخص في تقديم ما يثبته النادي المحلي ( القادسية )
بأنه قام برعاية هذا اللاعب ( الغامدي) ويقدمه الاتحاد للفيفا ليحصل النادي
المحلي على حق الرعاية.